اليوم عيد الأم..
عيد الحنان الذي نريده أن يبقى دائماً وأبداً وإن كبرنا وحتى لو شخنا..
حنان الأم لا يوازيه حنان لأنها الأصل والأساس والجذر والمنبع والمنبت
والمنشأ.
الأم التي نحتفل بعيدها اليوم, وكم أتمنى لو كانت على قيد الحياة , هي
قوام الأسرة وعمدتها وعمودها نظراً للقيمة التي تحملها.
الأم تعطي للحياة أروع ما في الدنيا.. إنها تتفاعل مع أدق تفاصيل حياتنا
ونبضات قلوبنا تهب الحنان , تعطي ولا تنتظر مقابل هذا العطاء. تتعب..
لاتنام الليل.. تثقل الذهن بالتفكير دائماً في البعيد والقريب, تصل الليل
بالنهار بالدعاء والأمل من حنايا روحها وقلبها.
تهب نفسها غير عابئة باختلاجاتها إذا اقتضى الأمر تضحية في سبيل الأبناء.
سعادتها الحقيقية في سعادتهم وفرحتها عندما تراهم يعيشون بأمان محققين
مايطمحون إليه.. إنها تذبل كوردة وهي راضية لأنها تمنح السعادة لمن تحب أن
يكونوا أفضل من في الكون.
عيد الأم يدفعنا للوقوف مع ذاتنا للتفكير بتلك الإنسانة التي تعطي من دمها
وجسدها وروحها وفكرها وأحاسيسها من دون مقابل.
عيد الأم الذي نحتفل به اليوم يعني الارتباط بالأرض والوطن حباً وأصالة
وعملاً وهدفاً لأنها - أي الأم- هي التي ربتنا على هذه القيم. قيم الخير
والحب والتسامح.
عيد الأم محطة مهمة نتذكر من خلالها ما توصلت إليه المرأة في بلدنا من
مكانة مرموقة.. تولت المسؤوليات وشاركت في الحياة السياسية, والاجتماعية
والتنموية.. تبوأت المناصب وهاهي اليوم نائب للسيد رئيس الجمهورية.. ولم
لا هذا التفاعل, إنها تستحق كل تكريم فهي الأم... والأخت...والابنة...
والزوجة... وهي بالتالي كل شيء في حياتنا.
إن مناسبة عيد الأم تدفعنا للقول.. عليك الرحمة ياأغلى وأحلى أم في
الدنيا.. ولأمهات أبناء الوطن طول البقاء فأنتن صانعات الرجال الذين
يتحملون مسؤوليات بناء الوطن البناء الصحيح.. المعافى وصدق قول الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق
ويستحق شعبنا أن يكون كذلك لأن امهات الوطن هن من علمننا التضحية والفداء
وحب الاستشهاد كي يكون بلدنا عزيز الجانب, مرفوع الرأس عالياً إلى الأبد.